فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
عزيزى الزائر اهلا بك فى موقع ومنتدى اجمل نساء مصر فاطمه ناعوت نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى الانضمام لعائلة فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
عزيزى الزائر اهلا بك فى موقع ومنتدى اجمل نساء مصر فاطمه ناعوت نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى الانضمام لعائلة فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون

(fatima naoot)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بل هى نخلة يا سيدتى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 387
تاريخ التسجيل : 30/11/2011
الموقع : fatimanaoot.yoo7.com

بل هى نخلة يا سيدتى Empty
مُساهمةموضوع: بل هى نخلة يا سيدتى   بل هى نخلة يا سيدتى Icon_minitime1الإثنين يناير 30, 2012 7:57 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بل هى نخلة يا سيدتى

بقلم فاطمة ناعوت ٢٤/ ٦/ ٢٠١١

«تحية طيبة. لا أعارضك، لما لكِ من مكانة فى نفسى، وفى نفوس قرائكِ! لكن مقالكِ الجميل «دى مش نخلة يا ماما»، المنشور فى «المصرى اليوم» بتاريخ٢٠/٦/٢٠١١، أثار مسألة فى غاية الخطورة!

وهى: هل ننبذ القيم الروحية الخالدة لعدم جدواها، ونعتنق القيم المادية العابرة لأنها أكثر عملية؟

هل نحرم أنفسنا من عمق الخيال ورحابته، ونُقصِر نظرتنا على الواقع السطحى بأفقه الضيق؟

ألا ترين، سيدتى، أنكِ تظلمين نفسكِ كثيراً؟ إذ لا ضرر فى أخطائكِ الحُلمية بشأن النخلة والزهور. فهى نابعة من شاعرية خصبة، ومشاعر مرهفة، وفكرٍ راقٍ متطور، ونبل وكرامة وذكاء. وهذه صفات كفيلة بابتعاث عصرنا الذهبى، لأنها تُثرى الحياة وتمنحها معانيها، وبدونها لا يمكن أن تقوم نهضة حقيقية.

على أن لىّ عنق الواقع قد يتخذ أشكالاً أخطر من ذلك. فنحن نبالغ كثيرًا فى حسن الظن بالجيل الحالى، لمجرد أنه انتفض وثار، ونتجاهل حقائق دامغة. فالثورات، على مدى التاريخ، كانت تسبقها عصور تنوير، ونهضة ثقافية، وحركات إصلاحية، تنتشل المجتمعات من تأخرها وأوضاعها المنحطة. وهو ما لم يحدث قبل ثورة ٢٥ يناير! فلم يظهر عندنا فولتير ولا روسّو ولا مونتسيكيو، الذين ظهروا قبل الثورة الفرنسية، ولا بوشكين ودستويفسكى وتولستوى، الذين ظهروا قبل الثورة الروسية، ولا طه حسين والعقاد والحكيم وعبدالوهاب وأم كلثوم، الذين ظهروا قبل ثورة ٥٢.

والحاصل أنها ثورة اندلعت فى مجتمع منهار يعانى من الفقر، والجهل، والتخلف، وانحدار الأخلاق والعلوم والفنون، وتفشّى السوقية وروح القطيع وفساد الذوق العام، إلى آخر ما ابتلينا به من أمراض اجتماعية خطيرة. ومع ذلك سارعنا بالتطبيل لشبابنا الراقى الواعى المتحضر، متغافلين عن أنه نفس الشباب الذى تعرّض لسياسة التجهيل والتسطيح التى اتبعتها حكوماتنا السابقة. وحَلّقنا فى جنون العظمة حين سمعنا أنه «يجب تربية الشباب الأمريكى كشباب مصر»، وأن «الثورة المصرية ستُدَرّس فى المدارس الإنجليزية»؛ فدبّجنا تلك المقولات فى لوحات أنيقة، وهرعنا نعلّقها فى الشوارع كرمز على خيبتنا التامة.

فالغرب يعرف ولعنا بالمديح والتضخيم، وتهافتنا على تصديق المبالغات، وإن بعُدت عن الحقيقة. ولعل الفوضى التى نعيشها حاليًا خير برهان على الأساس الرخو الهلامى المُخَلخَل الذى قامت عليه الثورة.

لذلك أقول إن الجيل الحالى ليس مؤهلاً لإقامة عصر ذهبى جديد، فالمجتمع المريض لا يفرز جيلاً من الأصحاء. من المؤكد أن جيل اليوم لن يقع فى نفس أخطاء جيل سيادتكِ، بل سيقع فى أخطاء أكثر غلظة وفجاجة ومجافاة للذوق، لسبب بسيط، هو افتقاده الفكر والغِنى الروحى.

وبالطبع لا أقصد ابن سيادتكِ، المهندس مازن، الذى نشأ فى أسرة راقية، على يد أم كاتبة وشاعرة من صفوة المثقفين، وأب معمارى موهوب– بل أشير إلى شباب العشوائيات البائس، الذى يعيش فى ظروف بالغة التعاسة، لا مكان فيها للحب والهيام بطيف فتاة جميلة، تجلس خلف النافذة، كما فعل شاعرنا أحمد رامى.

وفى هذه المناسبة يحضرنى قول دستويفسكى: «لو أن أحداً برهن لى، بطريقة علمية لا تقبل الشك، على أن المسيح لا يُمَثّل الحقيقة فى شىء، لفَضّلت أن أبقى مع المسيح على أن أبقى مع الحقيقة». وبهذا المنطق، أنا أيضاً أُفَضّل أن أبقى مع النخلة على أن أؤمن ببرج تقوية لشركة محمول! وخيرٌ لى أن أكون عبداً للجمال، من أن يختفى ويندثر من حياتنا، ويحل محله عبده بائع الزهور! وهذا هو الفارق بين الحلم الجميل الذى غرق فيه جيل سيادتكِ، والوهم الكاذب الذى غرق فيه الجيل الحالى!

اغفرى لى يا سيدتى، إذا كان كلامى لا يلقى هوى فى نفسكِ. فأنا أختلف مع سيادتكِ، من فرط إعجابى بكِ وبأفكاركِ وشجاعتكِ. وأحزن كثيراً عندما أشعر بأن اليأس بدأ يتسرّب إلى كتاباتكِ. ولكنكِ، كما عهدناكِ دائماً، سرعان ما تعودين قوية وفتية من جديد. أشكركِ على وقتكِ الثمين، ولا أدعو سيادتكِ إلى تبنّى وجهة نظرى». هاشم شعير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fatimanaoot.yoo7.com
 
بل هى نخلة يا سيدتى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون  :: ( فاطمه ناعوت ) fatima naoot :: مقالات فاطمه ناعوت :: مقالات جريده المصرى اليوم-
انتقل الى: