فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
عزيزى الزائر اهلا بك فى موقع ومنتدى اجمل نساء مصر فاطمه ناعوت نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى الانضمام لعائلة فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
عزيزى الزائر اهلا بك فى موقع ومنتدى اجمل نساء مصر فاطمه ناعوت نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى الانضمام لعائلة فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون

(fatima naoot)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فرجينيا وولف، الفَرَسُ الحَرُون «1»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
samer gamel
مشرف عام
مشرف عام



عدد المساهمات : 155
تاريخ التسجيل : 12/01/2012
العمر : 49

فرجينيا وولف، الفَرَسُ الحَرُون «1» Empty
مُساهمةموضوع: فرجينيا وولف، الفَرَسُ الحَرُون «1»   فرجينيا وولف، الفَرَسُ الحَرُون «1» Icon_minitime1الثلاثاء يناير 31, 2012 9:43 am

فرجينيا وولف، الفَرَسُ الحَرُون «1»
فاطمة ناعوت
27 اغسطس 2009

بعدما قدمنا الأسابيعَ الماضية ترجمةً لإحدى قصص وولف (المرأةُ في المرآة)، يطيبُ لي الآن أن أقدمَ بعضَ مفاتيحَ تيسِّرُ قراءةَ إبداع وولف، والدخولَ إلى عالمها الشاق الشيِّق، عبر طرحي بعض آلية ترجمتي وولف في الكتابين اللذين أصدرتهما لها. فقراءةُ فرجينيا وولف ليست مهمّةً سهلةً. على أنها رغم ذلك، وحتمًا بسبب ذلك، متعةٌ عَزّ نظيرُها. تعْمَدُ وولف إلى نَحْتِ جُمَلٍ شديدةِ الطول والتركيب، وتنهجُ تيمةَ تيار الوعي، والتداعي الحرِّ للأفكار، والمونولوج الداخليّ، والْتِفات الضمائر، وكذا تذويبِ الجُدُر الفاصلة بين المرئيّ الملموس والفانتازيّ المُتخيَّل. كلُّ ما سبق يجعل كلَّ قطعةٍ من أعمالها كأنما فَرَسٌ حرون، لا قِبَل لترويضه أو توقُّع خطوته القادمة، وهنا مكمنُ الفنِّ الرفيع ومتعة التلقي، ومكمنُ الصعوبة أيضًا. لكنْ على القارئ ألاَّ يتوقّعَ تلك المتعةَ التي يهبُها له عملٌ كلاسيكيٌّ قائمٌ على السَّردِ الحكائيِّ والتراتبِ الحَدَثيّ، والحبكةِ الدراميّةِ، والشواهدِ والتوالي، والعقدةِ والحلِّ؛ ذاك أن فرجينيا وولف ليست حكّاءةً، بالمعنى المفهوم؛ (اللهم إلا في قصة «الأرملةُ والببغاء»، التي أثبتت فيها وولف أنها ساردةٌ ممتازةٌ أيضًا، وقد تكون قصةً حقيقية كما قالت وولف)، بل هي، وولف، تجريبيةٌ جامحةٌ لا تعتدُّ بالحَدَثِ ولا بالشيء، بل «بأثر» هذا الحدث على ذلك «الشيء».
وكان أمامي خياران حال التصدي لترجمةِ تجربةٍ شائكة، وفاتنة، كتلك. إما أن أنتصرَ «للمعنى»؛ أي الفكرة والمضمون، على حساب «المبنى»؛ أي التكنيك الفنيّ. فأعيدُ، إذّاك، ترتيبَ ثم صياغةَ جُملةِ وولف المشظّاة على نَسَق أجروميتنا العربية، ما يسهّل على القارئ مهمتَه. أو، بالمقابل، أن أنتصرَ «للأسلوب» الذي اختارته وولف لتجربتها الرائدة، على ما فيه من صعوبة على القارئ، وعليّ كمترجمة. وكان أنْ طرحتُ على نفسي سؤالاً هو: هل وظيفتي كمترجمة نَقْل «ما» تقوله وولف؟ أم نقل «كيف» تقوله»؟ ولم أتردّد واخترتُ الخيارَ الثاني، الأصعب. ذاك أنّ النصَّ، في الخيار الأول، سيفقد، حتمًا، جزءًا ليس يسيرًا من فِتْنَته. لأننا ببساطة سنضحي، إذّاك، بتقنية وولف الخاصة، التي لا تشبه إلا نفسَها. فجزءٌ كبيرٌ من متعة قراءة وولف يكمنُ في تلك الرعونة اللغوية، والجموح الصَّوغيّ، وتهشيم الجملة والحدث، والارتباك الفنيّ المقصود. بل إن ذلك الخيارَ، الأول، سيكون بمثابة إزاحة تجربة وولف الإبداعية من مدرسة فنيّة إلى مدرسة أخرى! من التجريب إلى التقليد. ومَنْ ذاك الذي يمتلكُ جسارةَ ارتكابِ جريمة كتلك؟! إنْ هذا إلا عبثٌ بمنظومةٍ جمالية رفيعة أنشأتها وولف وأضرابُها من روّاد تيار الوعي. بل إن وولف ذاتَها سخرت كثيراً في مقالاتها من المدرسة التقليدية ابنة القرن الـ .19 قائلةً إن تلك الروايات التبشيرية الأنيقة منتظمة المبنى والمعنى تشبه محاولتنا تنسيق غابةٍ كثيفة شعثاء، وتعليم الضواري التي تسكنها فنونَ الإيتيكيت وطقوس الأكل بالشوكة والسكين، وهو وإن كان مستحيلاً، إلا أنه أيضاً ضدٌّ للطبيعة ومحاولةٌ لوأد رعويتها الفاتنة. لذلك حاولتُ قدر الإمكان الإبقاءَ على طرائقها في تفتيت الجملة، وتشظية الحدث، وكسر استرسال السرد المتعمَّد. فقد يعثرُ القارئُ بجملة بدأتها وولف، ولا تكتملُ إلا بعد صفحةٍ أو صفحتين ربما. أو يصادفُ فِعْلاً لا يُعثر على فاعله إلا بعد عدة جمل اعتراضية طويلة. كذا سنصادف عند وولف جُمَلاً غيرَ مُكْتَمِلة، ومعانيَ ناقصةً على القارئ أن يُتمَّها من لدنه. وقد تنتهي فقرةٌ كاملةٌ تصلُ قرابة الصفحة والمبتدأ أو الفاعل أو الفعلُ لايزالُ مجهولاً. فمثلاً في قصة «الفستانُ الجديد»، لن يعرفَ القارئُ ما المقصودُ بـ: «لم يكن جميلاً ولا مناسبًا» إلا بعد سردٍ طويلٍ وغامضٍ لا يُسْلِمُ نفسَه بسهولة. وأحيانًا تخترق وولف قواعدَ النحو الإنجليزيِّ فتحذفُ من الجملة أحدَ أركانِها الرئيسة مثل الفاعل أو الفِعل ذاته، وفي أوقات كتلك كنتُ إما أنقلُ الجُملةَ كما هي؛ إن كانت فنيّتُها متأتيةً من هذا النقصان، أو أُضطر إلى إعادة صياغتها على نحو مفهوم مخافةَ الطِّلَّسْميَّة نتيجةَ ارتحالِ العبارةِ بين لسانيْن عبر فعل الترجمة. هكذا تطرحُ وولف عبر قصصها فيضًا من إشراقاتِ الوعي، والتماعاتِ الذاكرة والتأمل، عبر خطوط سردية متقطّعة النَفَسِ، ليس من رابطٍ لها إلا وعي الراوية، الذي سوف يأخذ وظيفتَه وعيُ القارئ؛ باعتباره مُشارِكًا في عملية الكتابة. هكذا اخترتُ أن أنتصرَ للفنّ وإنْ شققتُ على القارئ قليلاً، فالفنُّ الجميلُ يلزمُه جهدٌ ومشقّة، ليس وحسب من صانعه، بل من مُتَلقيه أيضًا.
1 - مقدمة كتاب يصدر قريبًا عن «المركز القوميّ للترجمة» بمصر، عنوانه «أثرٌ على الحائط». يضم ستّ عشرة قصة طويلة للروائية الإنجليزية فرجينيا وولف. ترجمة وتقديم: فاطمة ناعوت، مراجعة وتقديم عميد المترجمين العرب: د. محمد عناني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فرجينيا وولف، الفَرَسُ الحَرُون «1»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون  :: ( فاطمه ناعوت ) fatima naoot :: مقالات فاطمه ناعوت :: مقالات جريده الوقت البحرينيه-
انتقل الى: