فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
عزيزى الزائر اهلا بك فى موقع ومنتدى اجمل نساء مصر فاطمه ناعوت نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى الانضمام لعائلة فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
عزيزى الزائر اهلا بك فى موقع ومنتدى اجمل نساء مصر فاطمه ناعوت نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى الانضمام لعائلة فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون

(fatima naoot)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المرأةُ في المرآة «3»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
samer gamel
مشرف عام
مشرف عام



عدد المساهمات : 155
تاريخ التسجيل : 12/01/2012
العمر : 49

المرأةُ في المرآة «3» Empty
مُساهمةموضوع: المرأةُ في المرآة «3»   المرأةُ في المرآة «3» Icon_minitime1الثلاثاء يناير 31, 2012 9:40 am

المرأةُ في المرآة «3»
فاطمة ناعوت
20 اغسطس 2009



(المرأةُ في المرآة)- فرجينيا وولف.
يجب على المرء أن يضع نفسه في مكانها [1] وإذا ما أخذ المرء العبارة حَرْفيًّا، سيكون من اليسير أن يرى الحذاءَ الذي تقفُ به، هناك بالأسفل في الحديقة، في تلك اللحظة. كان حذاؤها ضيّقًا وطويلا وأنيقًا. كان مصنوعًا من أنعم الجلود وأكثرها مرونةً. مثل كلِّ شيء ترتديه، كان مُختارًا بعناية. وكانت تقف أسفلَ السياج العالي في الجزء المنخفض من الحديقة، ترفعُ المقصَّ المربوطَ إلى خصرها لتقطع به زهرةً ميتة، أو غصنا ناتئًا. الشمسُ تنهمر على وجهها، داخل عينيها؛ لكن لا، في اللحظة الأخيرة سوف يأتي وشاحٌ من الغيوم ليغطي الشمسَ، فيجعلُ التعبيرَ في عينيها مُبهمًا، أتعبيرٌ ساخرٌ أم واهنٌ، متألقٌ أم بليد؟ بوسع المرء أن يرى فحسب الخطَّ الخارجيَّ غيرَ المحدد لوجهها الذي على الأرجح ذابل، الوجه ذي النظرة الناعمة نحو السماء. كانت تفكر، ربما، في أنها يجب أن تطلب شبكةً جديدة للفراولة؛ وأنها يجب أن ترسل زهورا لأرملة جونسون؛ وأنه قد حان الوقتُ لتقودَ سيارتها لتزور آل هيبيسيلي في بيتهم الجديد. كانت هذه هي الأشياء التي تحدثت بشأنها بالتأكيد على العشاء. لكنَّ المرءَ سئمَ من الأشياء التي تحدثت بشأنها على العشاء. تلك كانت حالتها الأعمق لتكون تلك المرأةَ التي تودُّ أن تقبضَ على الكلماتِ وتحولّها، الحالَ التي هي للعقل مثلما التنفسُ للجسد، ما يسميه المرءُ السعادة أو التعاسة. وعلى ذكر تلك الكلمات سيكون واضحا، بكل تأكيد، أنها يجب أن تكون سعيدة. كانت ثريةً؛ كانت مشهورة؛ كان لها أصدقاءُ كثيرون؛ كانت تسافرُ، اشترتِ السجاجيدَ من تركيا والأواني الزرقاء من إيران. شوارعُ البهجة كانت تتفرعُ إلى هنا وهناك من حيث كانت تقف بمقصها مُشرعًا لقصِّ الأغصان الناتئة حينما غطّت الغيومُ المزركشةُ وجهَها بغلالة.
الآن وبحركةٍ سريعة من مقصِّها قصّتْ غصنا صغيرا من الترافيلرز جوي فسقط على الأرض. وفيما يقع، تسرّبَ بالطبع بعضُ النور إلى الداخل، وبالطبع أيضا كان بوسع المرء أن يخترق كينونتها أكثر. عقلُها كان وقتها مليئا بالوَهَن والندم.. قصُّها غصنًا شائخًا أصابها بالحزن لأنه كان يحيا قبل برهة، والحياة كانت عزيزةً عليها. نعم، وفي الوقت نفسه سيقترحُ عليها سقوطُ الغصن كيف يجب أن تميتَ نفسَها وتميتَ كلَّ تفاهاتِ الأشياء وزوائدها. وبسرعة أيضا وهي تلاحقُ هذه الفكرةَ، بحاستها اللحظية الطيبة، راحت تفكر أن الحياةَ قد عاملتها على نحو جيد؛ حتى ولو يجب أن تسقطَ فإن عليها أن ترقدَ على التربة وتتحلّل بعذوبة داخل جذور زهر البنفسج. لذا وقفت تفكر. دون أن تجعل أية فكرة تظهر، لأنها كانت من أولئك الكتومين الذين عقولُهم تقبضُ على أفكارِهم في شبكة من غيوم الصمت، كانت مزدحمةً بالأفكار. عقلُها يشبه غرفتَها، التي كانت الأضواءُ فيها تتقدم وتتأخر، تدورُ على قدم واحدة وتخطو برهافة، تنشر أذيالها، وتثقبُ بمناقيرها لتصنع طريقها؛ ثم غدا كلُّ كيانها مغمورًا، مثل الغرفة ثانيةً، بغيمةٍ من المعرفة العميقة، الندم الذي لا يُنطَق به، وعندئذ كانت مليئةً بالأدراج المقفلة، المتخمة بالرسائل، مثل خزائنها. الكلامُ عن ''إجبارها على الفتح'' كأنها محارة، حيث استخدام أية أداة عدا أنعم وأدقّ الأدوات وأكثرها مرونة سيكون أمرًا شيطانيًّا وعبثيًّا. على المرء أن يتخيّلَ أنها هنا في المرآة. هذا يجعل المرء ينطلق.
في البدء كانت بعيدة جدا حتى أن المرء لم يستطع أن يراها جيدا. وهي جاءت متباطئةً متأنية، إلى هنا تُصلح زهرةً، وإلى هناك ترفعُ قرنفلةً لتشتمَها، لكنها أبدا لا تتوقف؛ وطيلةَ الوقت كانت تبدو في المرآة أكبرَ فأكبر، تكتملُ أكثرَ فأكثر لتغدو الشخصَ ذا العقل الذي كان المرءُ يحاول أن يخترقه ليفهمه. يتحققُ منها المرءُ بالتدريج، يُركّبُ الخِصالَ التي اكتشفها المرءُ داخل جسدها المرئي. كان هناك فستانُها الأخضر-الرماديّ، حذاؤها الطويل، سَلّتُها، وشيءٌ ما يبرقُ في عنقها. جاءت خطوةً فخطوةً بالتدريج جدا حتى أنها لم تشوّش لوحةَ الانعكاس على صفحة المرآة، بل فقط كانت تضيف عنصرا ما جديدا يتحرك برشاقة ويُبدّل الموجودات الأخرى كأنما تسأل تلك الموجوداتِ، بتهذّب، أن تُفسِحَ لها مكانا. وأما الرسائل والطاولة وممشى الحديقة وزهور عباد الشمس التي كانت تنتظر في المرآة فكانت تنفصل وتُفسِحُ فيما بينها طريقا حتى تتمكن هي أن تمرّ وتُستَقبَل فيما بينها. وفي الأخير، ها هي هناك، في القاعة. وقفت كالموتى. وقفت جوار الطاولة. وقفت تامةَ السكون. لوهلة بدأت المرآةُ تسكبُ فوقها الضوءَ الذي بدا مناسبا لها؛ الذي بدا كحامض يذيب كل ما هو سطحيٌّ وغيرُ أساسيّ ليتركَ الحقيقةَ وحدَها. كان مشهدا فاتنا يسلب العقل. كلُّ شيء كان يسقطُ عنها- الغيومُ، الفستانُ، السلةُ، الماس- كل ما كان يسميه المرءُ نباتاتٍ متسلقةً ولبلابًا. ها هنا الحائطُ الصلبُ تحت كل هذا. ها هنا المرأة ذاتُها. تقفُ عاريةً تحت الضوء الذي لا يرحم. ولم يكن من شيء هناك. كانت إيزابيلا خاويةً تماما. كانت بلا أفكار. كانت بلا أصدقاء. كانت لا تهتم بأحد. وأما رسائُلها فلم تكن إلا بعضَ فواتيرَ. انظرْ، وهي تقفُ هناك، عجوزٌ وبارزةُ العظام، ناتئةُ العروق ومجعّدة، بأنفها العالي وعنقها المتغضن، لم تكلف حتى نفسها عناء فتحها.
يجب على الناس ألا يتركوا المرايا معلّقةً في غرفهم.

1 - هذا التعبير بالإنجليزية يحمل صورةً مجازية to put oneself in her shoes- يلبس حذاءها، بمعنى يضع نفسه مكانها. وسوف تلعب وولف على هذا المجاز لغويا في الجملة التالية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرأةُ في المرآة «3»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المرأةُ في المرآة «2»
» المرأةُ في المرآة «1»
» المرأةُ.. ذلك الكائنُ المدهش
» المرأةُ، كبشُ الفداءِ اليسِرُ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون  :: ( فاطمه ناعوت ) fatima naoot :: مقالات فاطمه ناعوت :: مقالات جريده الوقت البحرينيه-
انتقل الى: