فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
عزيزى الزائر اهلا بك فى موقع ومنتدى اجمل نساء مصر فاطمه ناعوت نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى الانضمام لعائلة فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
عزيزى الزائر اهلا بك فى موقع ومنتدى اجمل نساء مصر فاطمه ناعوت نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى الانضمام لعائلة فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون

(fatima naoot)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المرأةُ في المرآة «2»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
samer gamel
مشرف عام
مشرف عام



عدد المساهمات : 155
تاريخ التسجيل : 12/01/2012
العمر : 49

المرأةُ في المرآة «2» Empty
مُساهمةموضوع: المرأةُ في المرآة «2»   المرأةُ في المرآة «2» Icon_minitime1الثلاثاء يناير 31, 2012 9:12 am

المرأةُ في المرآة «2»
فاطمة ناعوت
13 اغسطس 2009



(المرأةُ في المرآة)- فرجينيا وولف.
قبل نصف الساعة كانت سيدة المنزل، إيزابيلا تايسون، قد نزلت إلى الممشى العشبيّ في فستانها الصيفي الخفيف، تحملُ سلّةً، ثم تلاشت، تقطّعت إلى شرائحَ عبر إطار المرآة الموشّى بالذهب. على ما يبدو كانت قد ذهبت إلى الحديقة السفلية لتقطف الزهور، أو ربما بدا الطبيعيّ أكثر أن نفترضَ، أنها راحت لتلتقط شيئا خفيفا وفاتنا له أوراقٌ تتدلى، ترافيلرز جوي,1 أو ذلك الغصن الصغير الرشيق لنبتة اللبلاب التي تجدل نفسها فوق الحوائط القبيحة ثم تتدفق هنا وهناك في براعمَ بيضاء وبنفسجية. خطر ببالها اللبلابُ الفاتن الملتوي أكثر من زهرة الأستر2 المنتصبة، ومن نباتات الزينية3 المُنشّاة، أو حتى من زهورها المشتعلة بالنور مثل المصابيح على أعمدة جذوع أشجارها المستقيمة. المقارنة تُظهر كَمْ أننا، بعد كل تلك السنوات، عرفنا عنها أقلَّ القليل؛ ذاك أنه من المستحيل لأي امرأة من لحم ودم في الخامسة والخمسين أو الستين من عمرها أن يكون عليها أن تغدو إكليل زهر أو نبتةً متسلّقة. تلك المقارنات كسولٌ وسطحيةٌ وأسوأ - هي4 حتى قاسيةٌ، لأنها تأتي مثل اللبلاب نفسه ترتعشُ بين عين المرء وبين الحقيقة. لكي يكونَ هناك حقيقةٌ؛ لابد من وجود حائط. من الغريب ألا يقدرَ المرءُ أن يقول ما هي الحقيقة عن إيزابيلا، بعد معرفتها طوال تلك السنوات؛ مازال المرءُ يصنعُ هكذا عباراتٍ عن اللبلاب وترافيلرز جوي. أما عن الحقائق، فمن الحقائق أنها كانت عانسًا؛ وأنها كانت ثرية؛ وأنها كانت قد اشترتْ هذا البيتَ وجمّعت بيديها - غالبا من أكثر الأركان إظلاما في الكون وفي مجازفة كبرى من اللدغات السامّة والأمراض الشرقية - السجاجيدَ، والمقاعدَ، والخزائنَ التي الآن كانت تحيا الآن حياتَها الليلية أمام عينيّ. يبدو أحيانا أن هذه الأشياء تعرفُ عنها أكثرَ مما سُمح لنا نحن أن نعرفَ، مَنْ جلس عليها، مَن كتبَ عليها، ومَن بحذر داس عليها. في كلِّ واحدة من تلك الخزائن كانت هناك أدراجٌ صغيرة كثيرة، وكلُّ درج بالتأكيد يحملُ رسائلَ، مربوطةً بشرائطَ، مرشوشةً برذاذ عيدان اللافندر وأوراق الزهور. فقد كانت حقيقةً أخرى - إذا كانت الحقائقُ هي ما نريد - أن إيزابيلا عرفتْ أناسًا كثيرين، وكان لها أصدقاء عديدون؛ ومن ثم فإذا ما امتلك المرءُ الجسارةَ لفتح درج من الأدراج وقراءة رسائلها، فإنه سوف يجدُ آثارا ومُثيرات، مواعيدَ لقاء، توبيخاتٍ على عدم المجيء، رسائلَ طويلةً عن العاطفة واللقاءات الحميمة، رسائلَ عنيفةً عن الغيرة والعتاب، كلماتٍ فظيعةً ختامية حول الفراق - لأن كلَّ تلك المواعيد واللقاءات أدّت إلى لا شيء - ذاك أنها، لم تتزوج أبدا، على أننا، نحكم من خلال وجهها اللامبالي الشبيه بالقناع، أنها خاضت العاطفة والخبرة أكثر عشرين مرة من أولئك الذين عشقُهم قد ملأ الدنيا صخبا بوسع العالم أجمع أن يسمعَه. تحت وطأة التفكير في إيزابيلا، كانت غرفتها قد غدت أكثر إبهاما ورمزيةً؛ الأركانُ أصبحت أكثر إعتاما، أرجلُ المقاعد والطاولات صارتْ أكثر نحولا فغدت مثل حروف هيروغليفية.
فجأةً انتهت تلك الانعكاسات بعنف - ولكن دونما صوت. كيانٌ أسودُ ضخمٌ جثم في المرآة؛ طمس كل شيء، شظّى الطاولةَ إلى حزمة من الطاولات الرخامية المعرورقة بالورديّ والرماديّ، ثم تلاشت. لكن الصورةَ كانت قد تبدلت كليّةً. لوهلة كانت غير واضحة المعالم وغير منطقية ومنحرفة المركز تماما. لا يستطيعُ المرءُ أن يربطَ تلك الطاولاتِ بأيٍّ من أدوات الإنسان ومنافعه. وبعدئذ بالتدريج بدأت بعضُ العمليات المنطقية تتم عليها فتصنع شيئا من الترتيب والنظام لتخرجَ بها إلى خانة الخبرة العامة. يدرك المرءُ في الأخير أن تلك الأشياء كانت مجرد رسائل. كان الرجلُ قد أحضر البريد.
ها هي مُصْطَفّةٌ فوق الطاولة الرخامية، جميعها تقطرُ نورًا وألوانًا في البداية ثم خشنة فظّة مصمتة. ثم كان من الغريب أن ترى كيف تقلّصت وانتظمت وتجمعت لتصنع جزءًا من الصورة ثم لتمنح ذلك السكونَ وتلك الأبدية اللتين تمنحهما المرآة. ها هي الرسائل ترقدُ هناك معتمرةً حقيقةً جديدة ومعنى جديدا وثِقلا أضخمَ كذلك، كأنما تحتاجُ أزميلا لكي تزحزحَها من الطاولة. وسواءً كان هذا وهمًا أم لم يكن، فقد بدت لا مجردَ حفنةٍ من الرسائل العابرة بل لوحات محفورة بالحقيقة الأبدية - إذا ما استطاع المرء أن يقرأها، إذن لاستطاع أن يعرفَ كلَّ شيء لابد أن يعرفَه عن إيزابيلا، نعم، وعن الحياة أيضا. الأوراقُ داخل الأظرف تلك التي تشبه الرخام يجب أن تُمزَّقَ عميقا وتُقذَف كثيفاً بالمعنى. سوف تدخل إيزابيلا، وتأخذها، رسالةً فرسالة، ثم تقرأها بعناية كلمةً كلمة، ثم بعد ذلك بتنهيدة فهمٍ عميقة، كأنما كانت تنظر إلى قاع كلِّ شيء، سوف تمزّق الأظرفَ إلى مِزَقٍ صغيرة ثم تربطُ الرسائلَ معًا وتغلقُ درجَ الخزانةِ بالمفتاح مع تصميم حاسم أن تُخفي ما لم تُرِد له أن يُعرَف.
كانت الفكرةُ بمثابة التحدّي. لم تشأ إيزابيلا أن يُعرَفَ عنها - لكنْ ما كان عليها أن تهربَ أكثر. كان عبثًا، كان الأمرُ وحشيًّا. إذا ما أخفت كثيرا وعرفت كثيرا على المرء أن يجبرها على أن تفتح بأول أداةٍ تصل إلى اليد - الخيال. على المرء أن يثبّتَ عقلَه عليها في تلك اللحظة بالذات. على المرء أن يربطها هناك. يجب على المرء أن يرفضَ أن يتباطأ أكثر بقول أو فعْل مثل هذا لأن اللحظةَ تمرّ - مع وجبات العشاء والزيارات والأحاديث المهذبة.

الهوامش
1 - travelers' joy نوع من الزهور
2 - Aster زهرة النجمة.
3 - zinnia
4 - تقصد المقارنات بين أنواع الزهور التي اختارتها السيدة.

* تتمة القصة، الأسبوع المقبل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرأةُ في المرآة «2»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون  :: ( فاطمه ناعوت ) fatima naoot :: مقالات فاطمه ناعوت :: مقالات جريده الوقت البحرينيه-
انتقل الى: