فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
عزيزى الزائر اهلا بك فى موقع ومنتدى اجمل نساء مصر فاطمه ناعوت نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى الانضمام لعائلة فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
عزيزى الزائر اهلا بك فى موقع ومنتدى اجمل نساء مصر فاطمه ناعوت نرحب بك عزيزى الزائر ونتمنى الانضمام لعائلة فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون

(fatima naoot)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درسُ المحبة فى «صندوق خشب»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 387
تاريخ التسجيل : 30/11/2011
الموقع : fatimanaoot.yoo7.com

درسُ المحبة فى «صندوق خشب» Empty
مُساهمةموضوع: درسُ المحبة فى «صندوق خشب»   درسُ المحبة فى «صندوق خشب» Icon_minitime1الأحد يناير 29, 2012 10:46 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


درسُ المحبة فى «صندوق خشب»

بقلم فاطمة ناعوت ٣/ ٦/ ٢٠١١

حدث هذا فى مصر سيارة «بيك أب» تسير فى إحدى صحارى مصر المنعزلة، تبتعد عن القاهرة مسافة سبع ساعات. يستمع سائقُها عبر الراديو إلى أغنية عُليّا: «مطلوب من كل مصرى/ من كل مصرية/ ..../ منقولش إيه اديتنا مصر/ نقول هاندى إيه لمصر/ يا حبايب مصر»، فيردد السائقُ، الكلمةَ الشريفة الأخيرة: «مصر، مصر، مصر».

وفجأة، ينقطع البثُّ ليتداخل صوتُ المذيعة تنقل آخر الأنباء. «أفاد مصدرٌ مسؤول أن عدد الضحايا والمصابين من جرّاء التفجير الإرهابى الذى وقع عصر اليوم، بلغ نحو ثلاثين قتيلاً، ومائة جريح، استقبلتهم مستشفياتنا فى حالة حرجة»، فيهتف السائقُ: «هىّ ناقصة؟! همّا يفجروا واحنا يتخرب بيت أهالينا، يا ساتر يا رب، ارحمنا يا رحيم!» ثم يشاهد شابًّا يهرول حاملاً على ذراعيه جريحًا ينزف. يتوقف السائق ويترجّل من السيارة لينجد الملهوف، وينطلقوا إلى المستشفى فى محاولة لإنقاذ المحتضر. السائق يثرثر كثيرًا منتقدًا يدَ الإرهاب، فى محاولة لطمأنة الشاب على صديقه الجريح.

والشاب صامتٌ ملهوف على الجسد النازف يحمله بين ذراعيه. وداخل أروقة المستشفى التى تموج بالجرحى والممرضات هنا وهناك، يرنُّ فى قلوبنا صوتُ الناى الحزين، كأنما هو صوت مصر. على باب غرفة العمليات، يهمسُ الجريحُ لصديقه بكلمة لا نسمعها، قبل أن تغيم عيناه فى غيبوبة الموت. بعد برهة يخرج الطبيبُ قائلا: «البقاء لله، حضرتك أخوه؟» فيومئ الشابُّ: أنْ لا. فيردف الطبيب: «المستشفى كما ترى فى حال طوارئ، سأنتظرك نصف ساعة لتجلب صندوقًا خشبيًّا، بدل التورط فى روتين الإجراءات». يقترح عليه السائق أن يمضيا لحال سبيلهما، ويخبرا أهله فى مصر ليتسلموه فى الصباح. فيرفض الصديق فى حسم، قائلا بين دموعه: «هانصلى عليه الفجر فى مصر!» فينبهه السائق أن مصر بعيدة جدًّا!

فيصرُّ الشابُّ ويمضى باحثًا عن صندوق. فيلحقه السائق وقد تحركت شهامته، قائلاً: «استنى، انت مش أجدع منى». ويمضيا فى صحراء مصر باحثين عن صندوق يوارى الجسد المغدور، ولكن أين يجدان ضالتهما فى هذا العراء المترامى؟! يشير الصديق إلى دير ناء، فيتوقف السائقُ شبه رافض، قائلا: «إيه بس اللى يجيبنا عند الجماعة دول؟!» يدخل الصديق، يتبادل كلمات قليلة مع راعى الدير، الذى يأمر له فورًا بصندوق موتى مزيّن بالصلبان. يرفض السائق أن تحمل سيارته رمزًا مسيحيًّا!

الصديق، منصرفًا عن كل هذا، يأتى بمفكّ ويبدأ فى نزع الصلبان عن النعش الذى سيحمل جسد صديقه المسلم، ما يثير غضب أحد خدّام الكنيسة، فيقول للقس: «إزاى يسمح لنفسه يعمل كده!؟ مش كفاية ساعدناه! اسمح لى أروح أوقفه عند حدّه!» فيوقفه الراعى بإشارة من يده. وبعد نزع الصلبان، تنطلق السيارة إلى المستشفى، لتحمل الجثمان، وتتوجه لمصر. وقد أصر الصديق على الجلوس جوار النعش، بدل الجلوس جوار السائق فى الكابينة. وتُصلّى على الميت صلاةُ الفجر فى مسجد العاصمة.

بعد الصلاة سنعرف بعض الأسرار. الكلمةُ التى همس بها المحتضرُ لصديقه: «صلوا علىّ الفجرَ بمصر». كانت وصيةً إذن! أما الصديق الوفى الذى نزع «بيديه» الصلبانَ من النعش، احترامًا لصديقه الميت، فهو مسيحىٌّ مؤمن! ها هو الآن يرفع رأسه للسماء ويرسم شارةَ الصليب على صدره، داعيًا لصاحبه بالرحمة والدموع تطفر من عينيه، بعدما نفّذ الوصية. وأما السائق فيقف مبهوتًا غير مصدق هول الموقف، وقوة المحبة ورقىّ معدن هذا الشعب العظيم، لولا المضلِّلين الذين يخرّبون نسيجه بمعرفة دول النفط وسموم الصحراء. خشبُ الصندوق المنزوعُ من أشجار مصر، لا يعرف التمييز بين الأجساد التى يحملها إلى مثواها الأخير. يحتضن المسيحىَّ ويحتضن المسلمَ. يحتضن المصرىَّ. ليتنا نتعلّم من خشب الأشجار هذا الدرس الرفيع!

لا يحدث هذا إلا فى مصر. البلد الثرىّ بأقباطه مسلمين ومسيحيين. فالخيال مربوط دائمًا بخيط الواقع. هذا الفيلم المُلهِم الجميل: «صندوق خشب»، أخرجه طلابُ كلية الإعلام، جامعة القاهرة، عام ٢٠٠٩، استلهامًا من قصة حقيقية، حدثت بالفعل، فقط، فى مصر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fatimanaoot.yoo7.com
 
درسُ المحبة فى «صندوق خشب»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درسُ «سلماوى» الصعب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فاطمة ناعوت : هى مصر كما نحب ان تكون  :: ( فاطمه ناعوت ) fatima naoot :: مقالات فاطمه ناعوت :: مقالات جريده المصرى اليوم-
انتقل الى: